RSS Feed

18‏/02‏/2012

جارتي الحبيبة

جارتي الحبيبة

لا تكاد صورتها البهية تفارق مقلتيّ، ولا أعرف كيف السبيل إلى جنبات قلبها، ففي قلبها أضواء جميلة لا يطفئها سواد ليل غزة الحالك، فجارتي الحبيبة تشِعُ ضوءً وجمالاً وبهاءً يزيد جمالها عتمة ليل جيرانها المساكين وهم يحلُمون بنِصف ربع جمالها الأخاذ.



جارتي هذه تبدو متكبرة متعجرفة لكنها جميلة، يتحدث عنها المعجبون ولا تتحدث عن أحد، يتوه في وصفها الواصفون ولا تصف أحد، يتعانق من أجلها كثيرون لكنها لا تعانق أحد، يتشاجر من أجلها كثيرون ولا تصالح أحد، جارتي الجميلة حديثة العهد بمنطقتنا لكن بيتها كقصور السلاطين حراس منزلها غلاظ شداد لا يستطيع الاقتراب منها المعجبون، لكنني محظوظ فأنا جارها وقرب شقتي من منزلها أتاح لي رؤيتها في الصباح والمساء بل وفي كل حين، لكنها لم تُعِرني أي انتباه، ولم تنتبه إلى أنني منتبه إليها، يلهيها عني زوارها الأكرمين فكلما غادر ضيف وصل لمنزلها آخرين، بدأت السؤال كما غيري عن أسرارها وسر غرورها فهي لا تعطي من حنانها لأحد في العالمين، ولا يعطف قلبها الكبير على الناس أجمعين، لكن إجابات أسئلتي تهادت بلا إجابات، وبقيت جارتي الجميلة تلفها الأسرار والحكايات، اتصلت بصديق يعمل في منزلها لسؤاله عنها فأجابني بثرثرات وآهات لم أفهم شيئاً من تلك العبارات، حملت نفسي على ظهري ووضعت عقلي في جيبي لعلي أفهم ما يدور من حولي، لكنها محاولات بلا نجاحات، أسندت ظهري إلى قلبي وربطت جأشي وأرسلت لها الدعوات، فلم تلتكع جارتي لتلك المحاولات، اتصلت بصديق آخر له خبرة واسعة بشئون الحسناوات وأفردت له قصتي مع جارتي الحسناء، فأشار لي بأن الرحمة انتهت من قلب هكذا حسناوات، وأنه ليس أمامي إلا شراء ماتور لنسج علاقة عشق حقيقية مع كهرباء الماتورات وقطع الأمل من جارتي الحبيبة شركة الكهرباء